يبدأ الطفل في في تكوين شخصيته بدءا من السنتين ، بحيث يبدأ بالاستقلال عن والديه تدريجيا لأنه قبل تلك السن يعتبر نفسه جزءاً من الأبوين فالأم يرى العالم من خلالها، ولا يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ وما ينبغي فعله وما لا يجب فعله ، وهذا ما تسعى
الأم لتبيينه للطفل في هذه
المرحلة.
الطريقة المتّبعة في التربية في هذه المرحلة من عمر الطفل هي الأساس ، بحيث يمكن أن تجعل منه طفلاً هادئاً ومطيعاً، فالطفل بعمر السنتين عادة لا يعرف أنه يجب أن يتوقف عن الفعل بعد سماع كلمة المنع "لا تفعل" ولا يدرك معناها. ونجد أن كثير من الأمهات تغتاض بعد عدد من المحاولات
لمنع الطفل بقول كلمة (لا) أنّه لا يستجيب للأمر ويتجاهلها تماما، وذلك لأنّ الطفل لا يعي تماما معنى هذا التصرّف. ولتقويم سلوك الطفل في هذا العمر وكيف يجب التعامل معه، ينبغي للأم تتبع بعض التوجيهات.
· ينبغي التجاوب مع طفلك
بطريقة يحبها والابتعاد عن استعمال
أسلوب الأمر والنهي القاسي والجاف، كما لا يجب الاعتماد على فهم الطفل وتحليله للتوجيهات بشكل كلي في هذه المرحلة من
حياته والاستجابة لها، ولا ينبغي كذلك توقع الاستجابة السريعة ؛ لأنّه لا يعي وعيا كاملا الطريقة الصحيح للتعامل والاستجابة
والتفاعل مع تلك التوجيهات.
· البحث عن طرق التعامل مع الطفل وتنويعها بكيفية مناسبة له ولخصوصيات شخصيته ، والتي
تعطي الكثير من النتائج الجيدة في وقت
وجيز، فمعظم الأطفال يلجؤون إلى العناد
كنوع من رد فعل سلبي على جفاف وقساوة المعاملة، و يرفضون الأوامر الصارمة رفضا تاما ويلجؤون للصراخ والعصبية تعبيرا عن عدم الرضى بهذا الأسلوب، وعن رفضهم لهذه الأوامر التي يرونها مجحفة
بحقهم في اللعب وحرية التصرف. لذلك يمكن التحايل في أسلوب التعامل مع الطفل لتجنب تجاهله للتوجيهات واللجوء للعناد، فمثلاً لا تقولي للطفل " لا تركض بسرعة" وإنّما أخبريه بطريقة عن ضرر الركض في الأماكن غير الآمنة، وقولي له ما رأيك أن نلعب بشيء ما واختاري
لعبة مفضّلة لديه وشاركيه اللعب حتى ينسى فكرة
الركض تماما.
· تجنّب الصراخ في وجه الطفل؛ لأنّه ابتداء من هذا العمر يلجأ إلى تقليد من حوله في التصرفات والكلام والتعامل مع المواقف، ويمكن معاينة ذلك
بشكل واضح في طريقة تعامل الطفل في أوقاته الهادئة وتعامله مع الآخرين فإنه يتصرّف
عادة مثل والديه، لهذا ينبغي مراقبة طريقة التعامل معه و التصرّف بحذر وبطريقة
سليمة، وتجنّب معاملة إخوته الأكبر منه أمامه بقسوة أو بالضرب بحجة تعليمه أنّه
يجب معاقبة المخطئ عقابا شديدا. معظم الأمهات يعتقدن أنّ الطفل الصغير عندما يرى
كيفيّة العقاب للأخوة سوف يتحاشى التصرّف بهذه الطريقة، وللعلم فأنّ الطفل يُصبح
غير قادر على بناء شخصيته المتوازنة؛ لأنّه لا يعي ما هو الخطأ الذي ارتكبه أخوته
لهذا سوف يتجنّب التعامل والتصرف على طبيعته خوفاً من تلقّي العقاب.
· التحدث بشكل واضح وعلني عن التصرفات الحسنة والثناء على من يلتزم بها على
مسمع من الأطفال، مدح نتائجه المميّزة والمرضية. والتحدث كذلك عن عواقب التصرفات
السيئة وذمّها، وتفادي اللجوء للعصبيّة والصراخ والضرب ما أمكن.
· تجنب الانفعال في حالة تعرض الطفل لنوبة الصراخ والعصبية، ومحاولة ضمّه
وتهدئته بالعبارات اللطيفة المحببة عنده، أو تجاهله إن لم ينفع الأمر حتى يهدأ
تماما، ولفت اتباهه لبعض الخيارات للعب واللهو في محاولة جعله ينسى ما كان يصرخ من
أجله، أو الشيء المسبّب للعصبية.
· لا ينبغي أن يشعر الطفل بأنّه في دوامة من الأوامر والنواهي الواجب
الالتزام بها. مهم جدا ترك مساحة من الحرية الإيجابية لكي يكتشف العالم من حوله،
مع تقديم النصائح والتوجيهات، مع تعزيز ثقته في نفسه ومن يقوم على رعايته، وكل هذا
مع جرعات متزايدة من الحب والحنان.
photo: freepik

تعليقات
إرسال تعليق
نشكرك على مشاركتنا برايك