سرعان ما يكبر طفلك ويبدأ بفهم علاقة الفعل بالنتيجة و الصلة بين
الخطأ والعقاب، حينها ينبغي البدء بتأسيس قواعد التربية في بيتك.
قبل المبادرة بتأديب طفلك جراء تصرف خاطئ، اشرحي له ما المتوقع منه
أولا، على أن يكون التأديب على قدر الخطأ ولا يتعداه إلى التعذيب النفسي
والجسدي فالهدف أولا وأخيرا هو التربية وليس التأديب في حد ذاته ولا يكون التأديب
في حال الغضب أو الانفعال.
يصبح مفهوماً عند الطفل ما لا ينبغي فعله في سن مبكرة، لذا
ينبغي استثمار هذه المرحلة جيدا في ربط فعل الطفل بالنتيجة و ترسيخ قواعد التربية
باكرا، وعدم تجاهل بعض التصرفات غير اللائقة التي يقوم بها الطفل في هذا
العمر حتى لا يصعب التخلص منها في مراحل متقدمة من عمره أمرا معقدا.
بالمقابل يجب مكافأته على التصرفات الجيدة و على سلوكياته الحسنة. لأن التأثير الإيجابي للمدح والثناء يكون له
المفعول الأكبر بالمقارنة مع العقاب والزجر .
كثيرا ما يستعمل الأطفال القلم للتخطيط على جدران المنزل، لذلك من
الجيد أن تشرحي له سبب منعه من الكتابة على حائط البيت، واطلبي منه أيضا ألا يعود لذلك مرة أخرى واجعليه يساعدك في تنظيف ما اتسخ
بسببه. وإن عاد إلى ذلك مرة أخرى فخذي منه الأقلام طوال ذلك اليوم فقط. ذكريه أيضا بأن الأقلام مخصصة
للكتابة على الورق فقط .
عادة ما يستمرّ الطفل في بعض السلوكيات السيئة، ما ينبغي معها وضع
برنامج للتخلص منها وتحديد جدول للتأديب في حال عدم الاستجابة والثواب بعد
الامتثال للتوجيهات. يكون فيه عدد مرات ارتكاب نفس الخطا قبل التاديب والمكافأة
بعد عدة مرات من التصرفات الجيدة.
العقاب بالضرب مرفوض أيا كان عمر الطفل. وطريقة معاقبة الأطفال تختلف
من طفل لآخر بحسب السن والشخصية .
الطفل ما بين 3 و 5 سنوات يحتاج إلى التوجيه بالحب والحنان أكثر
منه إلى التأديب أو التوبيخ، وإلى رصيد من الصبر في التعامل مع سلوكيات قد تكون
مستوردة من خارج البيئة الأسرية وقد تكون بداخلها، بتقليد تصرفات الآخرين
ومحاكاتهم.
التربية تحتاج قدرا كبيرا من الهدوء في التعامل مع الطفل و صبرا
وأناة في التوجيه والأهم الكثير من الحب. وتتطلب من الأمهات والآباء والمربين قدرا
كبيرا من المسؤولية، غير أن عدداً كبيراً منهم يلجأ إلى العنف اللفظي والنفسي
وأحيانا إلى الضرب لتنفيس الغضب الذي يسببه سوء تصرف الأطفال وعنادهم، أو وسيلة
سريعة لتثبيت التعليمات في ذاكرة الطفل . لكنها طريقة مدمرة
لشخصية الطفل لأنها ترتكز على ترسيخ مبدأ العنف لفرض القواعد وتلغي مبدا الإقناع باللين
والحوار أثناء بناء الشخصية .
photo: freepik

تعليقات
إرسال تعليق
نشكرك على مشاركتنا برايك