تشتكي العديد من الأمهات والمربيات والآباء والمربون والمدرسون من سرعة نسيان الأطفال ما
يتلقونه في الدراسة بعد ساعات قليلة من التلقين، وحتى مع الجهد الكبير الذي
يبذلونه في تبسيط المعلومات لكي تتناسب مع قدرة الطفل على الاستيعاب، ثم تكرار
المعلومة إلى الحد الذي يوحي بترسيخها في الذاكرة، فإن النتيجة تكون محبطة نوعا
ما.
النسيان هو عدم قدرة الطفل على استرجاع واستحضار
معلومة تم تخزينها بالذاكرة في وقت سابق من التدريس، فحسن تخزين المعلومات
وترتيبها بطرق صحيحة علمية وعملية وكذلك التدريب الصحيح على تذكر ما تم تخزينه
وترتيبه من معلومات غالبا ما يقلل من عادة النسيان عند الصغار والكبار على حد
سواء.
ذاكرة الإنسان هي كالمخزن الفارغ الذي يتم ترتيب
المعلومات الجديدة بداخله. وكلما كانت طريقة التخزين والترتيب صحيحة فإن الذاكرة
تستطيع استرجاع تلك المعلومات بسهولة تامة متى شاءت. لذلك فإن كيفية إدخال المعلومات
وتنظيمها وترتيبها بحيث يسهل الوصول إليها، هي طريقة تدريس الاطفال تماما. فالطفل سوف ينسى ما درسه بعد وقت ليس بالطويل طالما لم يخزن دماغه المعلومات
بشكل صحيح. لذلك فمشكل النسيان لا يتحمله الطفل وحده، بل يشاركه فيه من يتولى
عملية التعليم أيضا.
أسباب النسيان عند طفل تكون
غالبا بسبب ضعف تركيز أثناء التدريس وإهمال التدريب على عملية التركيز نفسها، وعدم
الممارسة العملية للمعلومة أو إدخال المعلومات بشكل غير صحيح، كما أن توقيت ومكان
التدريس يتم اختياره بصورة خاطئة، وكذلك سوء التواصل مع الطفل والانفعال وقت
التعليم.
فلا ينبغي الغضب من طفل كثير
النسيان ووصفه بأنه نسّاي على مسمعه، او السخرية من نسيانه او تهدده بالحرمان من
الأشياء التي يفضلها كنوع من العقاب، ولا مقارنته بغيره، لأن ذلك يربي خصلة الحسد
لديه، ولا معاقبه بقسوة أو بعقاب لا يناسب حجم الخطأ.
من بين الحلول التي تساعد على
تقليل نسيان الطفل ينبغي مشاركته بالمعلومة وتوفير مكان هادئ ومناسب للتدريس،و
تنويع طرق وأساليب الدراسة التي تناسب قدرة الاستيعاب عند كل طفل على حدة، كما أن
تقسيم الدرس لوحدات و البدء بالمواد التي تتطلب قدرة عالية على التركيز وتخصيص وقت
للترفيه ووقت للراحة أثناء الدرس أمر غاية في الأهمية.
ومن بين العوامل التي تساعد الطفل
على التذكر بشكل فعال تخصيص مكان هادئ ومناسب للدراسة بشكل يساعده على التركيز
وتجميع الانتباه، واستخدام وسائل محسوسة
أثناء التعليم كلما كان ذلك ممكنا، كما أن مدة التعليم لا ينبغي تزيد الدراسة عن
نصف ساعة متواصلة كي لتفادي إرهاق دماغ الطفل بإطالة مدة التركيز، وستخدام تقنية
سؤال وجواب ثم التأكد من أن الطفل قد فهم ما تعلمه جيدا.
Photo : freepik

تعليقات
إرسال تعليق
نشكرك على مشاركتنا برايك