كيف تتصرَف مع نوبات الغضب و البُكاء لطفلك؟


ترِد الكثير من الأسئلة من أمهات يعانين من عصبيّة و كثرة بكاء أطفالِهن، و عجزِهن عن التعامُل مع هذه المواقِف بـِهدوء وبرود و حِكمة.. الطفل  ليس دائما سيءَ الطبع و صعب الارضاء لكن الأم بحاجة لتعلم كيفية تدريبه على التواصل و البدء بتفهُم نوبات عصبيته بشكل أفضل..

أبآء و أُمهآت كثيراً ما يتفادون أسباب بكاء أطفالهم وتجنب نوبات الغضب التي تُصيبُهم عندما لا تسير الاُمور كما يرغبون.. يفضلون الاستسلام لبُكاء صغارهم أوربما الهائهم بأمر آخر أو الانفجار غضبا في وجوههم .. 

نوبات الغضب فطرية لدى الأطفال، لكن عدم ادراكها و معرِفة كيفية التعامل مع الطفل خلالها تجعلها تتكرر و تزداد حِدة حتى تصبح تركيبة من شخصيّة الطفل، الطفل بطبيعته سعيد و يحِبّ المرح، لكن المشاعر التي يحملها أكبر منه بكثير و يٓصعُب عليه التحكُّم بها دون مُساعدة المربي..

بدايةً.. إدراك أن وراء تصرفات الطفال كلها حاجات، وقدرة الطفل على التعبير والإفصاح عمّا يُريد، ورغبته للتحكم في حياته باستعمال عدد محدود من الكلمات، ينتج عنه استياء كبير، حينها يأتي البكاء  بشكل تلقائي كوسيلة للتعبير عن مدى الاستياء الذي يشعر به إلى عمر الخامسة و السادسة.

 

 لكن يُمكن تدريب الطفل للتخلص من نوبات البكاء و الغضب والصراخ و تعليمه كيفية التعامل مع الغضب حتى لا يستغل نُقطة ضعف الآباء و يتعود على استخدام البُكاء لحصول على ما يُريد.

 

ينبغي اشباع حاجات الطفل الاساسيَّة كالأكل والنوم الكافيين، فالطفل الجائع ، المرهق و النعسان، لا شك سيكثُر بُكاءه و يُبدي عصبيّة واضحة، لذا فإن الحرص على تنظيم وقت الأكل و النوم و الراحة و التخطيط لذلك أمر ضروري .

 

 إعطاء الطفل القُدرةً على التحكُّم بشيء يسير من شؤونه للتخفيف من نوبات غضبه و التقليل من بُكاءه، والسماح له بالرفض عندما لا يتعلق الأمر بسلامته و صحته أو بإزعاج الآخرين.

 

عرض الخيارات عليه متى كان في الإمكان ذلك، كتخييره بين نوعين من الطعام، الخروج في نُزهة أو زيارة.

 

التأكد دائِماً من أن خزان الطفل العاطفي مليء بالحب، فأحياناً عندما نُبدي عصبيةً أو انزعاجاً من تصرفات الطفل أو ننشغِلُ عنه لفترة.. يحتاج للتأكُد من أننا لا زِلنا نُحبُه.. فاحضن طفلك ، قبّله والعب معه قبل أن يضطر هو للتصرّف .

كيف التصرَف مع نوبات الغضب و البُكاء ؟ 

كثيراً ما يكون السبب وراء اصرار و بُكاء الطفل هو عدم تمييز حُدوده، وفقد الأبوين لأعصابهم بسببه يؤَكِد عجزهم عن التحكُّم بالموقف و السيطرة عليه فيزداد عناداً وبُكاءً.. لذلك مهما انفعل الطفل ينبغي أخذ نفس عميق و تذكَّرأنه من المفترض أنك أنت من يتحكَّم بتسيير الأمور.

عندما نريد رفض طلبٍ لِلطفل و اعلامه بعدم موافقنا، يجب أن نحرص على أن نبدي اهتماما لأمره لذا.

نقترِب منه وننزل إلى مستواه، وننظر في عينيه مباشرة و نمسك بيده أو بكَتِفه بِلُطف.

 نعِيد عليه طلبه للتأكد من أننا فهمناه جيدا وليعلم بأننا ندرك رغبته.

نبدأ دائما بالتعاطف مع رغبة الطفل فقد يكون ذلك كافياً أحياناً ثمَّ نذكِّره بالحدود التي لا ينبغي تجاوزها .

 

مساعدته على فهم شعوره والتعبير عن مشاعِره بالكلمات بدلاً من البُكاء.

عدم توقع أن يتوقف الطفل عن البُكاء عندما نتعاطف معه أو نتفهمه، لكن نحتاج للتدرّب على ألا يُزعِجنا ذلك، حتى يُدرِك الطفل أن البُكاء لن يُغيَّر شيئا.

هدوء الأعصاب و الثبات على المواقف ستخف حدة نوبات غضب الطفل تقلل حدة و مُدة البكاء مع الوقت، الّا أن هذا لا يعني إهمال الطفل لكن نترُكه يبكي حتى يتوقف، 

عدم  الخشية على الطفل من البكاء فهي طريقة للتنفيس عن مشاعِر عدم الرضى.


Photo : freepik

تعليقات