شخصية الطفل أهم من الحفاظ على الأغراض

لدى الأم عدد من الأشياء ذات قيمة التي لا تستطيع التخلي عنها، سواء كانت جديدة أم قديمة، صغيرة أو كبيرة،  والتي لها مكانة كبيرة في حياة المرأة نظرا لطبيعتها الحساسة.

تتفاوت قيمة الأشياء من امرأة لأخرى، و عند الإناث عموما حسب العمر، على الرغم من أنها تشترك في بعض الخصوصيات ، ولكن بشكل عام ، يمكن اعتبار الفتاة البالغة من العمر عشر سنوات "قلم الحبر الوردي" أفضل ما لديها! في حين أن الأم يمكن أن يكون "الفرن" الجديد هو أهم شيء في تملكه !!!

عندما يلعب أحدهم بألعاب الطفلة الصغيرة المفضلة فقد تدخل في نوبة من البكاء المسترسل ، في حين تشتعل الأم غضبا ، عندما يعبث أحد أطفالها بثوبها الجديد الذي استغرق الكثير من الوقت لجمع المال الكافي لشراءه، أو حتى لو كان أحدهم يستخدم جهازًا منزليا بطريقة غير صحيحة. لتبدأ حملة إهانة ومعاقبة أولئك الذين أضروا بالممتلكات القيمة في المنزل !

في الواقع ، تحتفظ المرأة بمقتنياتها وتعتني بسرية حاجياتها، والتي تستغرق منها الكثير من الوقت لاختيارها والبحث عن أفضل ما في السوق، إلى أن يأتي اليوم الذي يصبح لديها أطفال تتقاسم معهم تفاصيل الحياة وكل صغيرة وكبيرة في البيت، حينها تنفصل الأم عن المشاعر الأنثوية الرقيقة، لتصبح قائد كتيبة عسكرية يصرخ في وجه ضباطه الصغار.

يوما ما سيكبر الأولاد ، وقد يبقى عالقا في ذاكرته أن أمهم، في يوم من الأيام، فضلت السجاد والأطباق الجديدة عليهم.

هذا ما يحدث في الغالب ، وهو الوضع الذي قد يخلق فجوة بين الأطفال وأمهم ، تهدر فيه لحظات يفترض أن تكون لحظات من الترفيه والتسلية بينهم ، لتتحول إلى لحظات من الصراع من أجل الحفاظ على الأغراض. تتخللها العصبية والمزاج السيء والغضب، لأن الأم تعتقد أن العبث بالمقتنيات وتغيير مكانها أمر يستحق الغضب، أما الأطفال فيعتقدون أن لمسها ليس أمرا  يستحق الانفعال!

تدرك الأم، في قرارة نفسها، أن أطفالها أفضل ما تملك ولا يمكن مقارنتهم بجميع الممتلكات، وأن كل شيء معرض للتلف ، وأنه يمكن إصلاحه، ما عدا نفسية طفل أو مراهق تكون شخصيته في بداية تكوينها. لكن يغيب عن بالها أحيانا، أن باستخدام أسلوب الإقناع يكون التوجيه أكثر تأثيراً من استخدام العنف النفسي والجسدي .

على الرغم أنه من الطبيعي أن نولي اهتمامًا بأغراضنا الخاصة وأشياءنا الثمينة، إلا أنه حين نحافظ على نفسية أطفالنا ونبني شخصية متوازنة ونولي اهتمامًا خاصًا بها، ونستخدم في ذلك الطريقة الصحيحة والمثالية، أولى من الاهتمام بأغراض ومقتنيات مهما بلغت قيمتها.

freepik.com