![]() |
لا شك أن من أهم حقوق الطفل
علي والديه أن يحصل علي تربية سليمة تؤهله لكي يبني حياته على قواعد سليمة تجعل
منه إنسانا نافعاً .
الطفل بطبيعته حينما يولد في
الحالات الطبيعية يتميز على الأغلب بشخصية خالية من الشوائب , عقلية قابلة للتطور
و قابلة للتربية . ونحن البشر نتميز عن باقي المخلوقات بالقدرة علي التمييز بين
الضار والنافع، والصالح وغيره .
ولأن مفهوم التربية السليمة
يختلف من شخص لآخر يتعرض بعض الأطفال لتربية اجتهادية غير صحيحة تعتمد على عادات
اجتماعية خاطئة أوسوء فهم لأساليب التربية السليمة , لذا نرى مشاكل تربوية
كبيرة في حياة الكثير من الأطفال، وفي الغالب تؤثر على نجاحهم في حياتهم ، ويشتكي
الآباء من أبنائهم دون أن يعلموا أنهم سبب في ذلك بالأساليب التي سلكوها في
التربية .
ومن أهم
تلك الأخطاء التربوية :
- القمع والتهميش
تقوم
الأم باسكات طفلها حينما يتكلم أويشارك في حديث بين من هم أكبر منه سناً . وقد
يعتبر ذلك من قلة أدب وهذا التصرف يكون لدي الطفل شخصية ضعيفة غير قادرة على
المشاركة والنقاش الفعال فيتسبب في إضعاف قدرة الطفل الشخصية والتواصلية وكذا
الحياتية كما قد يتسبب هذا الأسلوب في تربية الطفل على الانعزالية وإضعاف الثقة في
النفس . لذا من المهم ترك فرصة المشاركة في الحديث وإبداء الرأي مع توجيه يخلو من
التقريع في حالة تجاوز الحدود المعقولة . ويؤكد التربويون أن مشاركة الطفل
في الحديث بين الكبار تولد لديه كما ً كبيراً من الثقة وإثراء بفكرة كبيرة من
الثقافة
- التذبذب في اتخاذ القرار
حينما يطلب من الأب شيئا ويقول له لا وتقول الأم نعم، فإن هذا التذبذب يولد
لدى الطفل عادة الإصرار والعناد لأنه يعلم أنه سيحصل علي مايريد، لذلك عليهم
التريث ودفع الطفل ليمارس حقه في الإقناع، فذلك يساعد على تنمية قداته على النقاش
السليم واحترام الرأي الآخر، واجتناب المنع وتخويف الطفل كأن نصور له أن الشارع
والمجتمع خارج أسوار المنزل شيء مخيف يحيط به الكثيرمن الأخطار، وهذا يربي لدى
الطفل خوف وعدم أمان في التعامل مع الأخرين فيتسببون في تكريس الإنطوائية في شخصيته
.
- النقاش الحاد أمام الأبناء
النقاشات
الحادة بين الأبوين التي تتم أمام مرأى ومسمع الطفل تخلق نوعاً من الخوف والقلق
علي العلاقة بين الأب والأم اللذين هما صمام الأمان بالنسبة له. لذا يجب
تجنب النقاشات أمام الأبناء. وإن تم يجب على الوالدين توضيح أن ما حدث لن يؤثرعلى
علاقتهما.
- الاتكال علي الخدم
في التربية
ومن
الأخطاء في التربية تكليف الخدم في توجيه وتربية الأطفال وتحديد نظام الأكل
واللباس دون متابعة دقيقة، فكثير من الأطفال الذين تربوا على يد الخدم وفقدوا
حنان الأبوين أصبحوا يعانون الكثير من التشتت والبرود العاطفي وربما
تنكروا لهما وللأسرة . لذا من الواجب عدم الاعتماد على الخدم بشكل كلي في المساعدة
بتربية أبنائهم بسبب انشغالهم في وظائفهم، و تخصيص الوقت لمتابعة حياة أبنائهم،
وتقويم الكثير من الأخطاء التربوية المستوردة من طرف الخدم .
- تجنب الحوار مع الأبناء
كما أن
الحوار مع الأبناء من طرف الوالدين؛ واعطاءهم فرصة للحديث والثناء على
كلامهم؛ يعطي للحوارمتعة خاصة ويضفي عليه جو من الحب والثقة في النفس؛ وهذا هو
الأهم، فبعض الشباب لايجرؤن عى التحدث مع الضيوف، و في المناسبات ؛ بسبب
أزمات نفسية مثل الخوف من السخرية و الاضطراب سببه كدمات نفسية عميقة ناتجة عن
معاملة قمعية للشاب في صغره؛ مثل عدم اعطائ الفرصة للحديث؛ وتوصيل أفكاره و
القمع والملاحضات الجارحة التي تدفعهه للهرب من الجلسات العائلية لأنه لن يقول
شيئا
ولن يسمع
له أحد؛ ما يجعل الطفل عندما يكبر ويصبح شابا يتفادى الجلسات العائلية
والاجتماعية ويميل الى الوحدة؛ وفقد الثقة في نفسه وفي قدرته على
التواصل كليا مع مرور الأيام؛ مالم يعالج بسرعة ويعطى الشاب
الحرية في التعبير داخل البيت؛ لتعزيز الثقة في نفسه وفي قدراته .
كماينبغى
تعليم الطفل كيف يحترم نظام الاسره وتدريبه على اهميه اتباع النظام السائد فى
البيت والتمسك بالعادات والتقاليدالاسريه السليمة، والتعامل مع الاخرين باسلوب
مهذب ويدرك حدود حريته دون الاضرار بحرية الاخرين واحترام رغباتهم وان ينشأ على
طاعة الأبوين، ولذا يجب اعطاء الطفل قدر من الحرية للتعبير عن ذاته وابداء الرأى
بحيث يكون دوره ايجابيا فى مجتمعه عندما يكبر.
وأخيرا، يوصي متحصصوا التربيه بضروره ان تتصف تربية الطفل بالحزم والجد
والمنطق والثبات، مع التاكيد على ضرورة ان يشعر الطفل بالحب والامان ممن يحيطون به
ويترك ذلك اثرا حسنا على نضجه العاطفي عندما يصير شابا ويؤثر فيمن حوله
وبذلك تؤدي التربية السليمة ثمرتها المرجوه فى المستقبل.
Photo : freepik
Photo : freepik

تعليقات
إرسال تعليق
نشكرك على مشاركتنا برايك