من الضروري للأم أن تولي اهتماما خاصا لطفلها ، خاصة خلال سنواته الأولى ، لأن ما يتعلمه في تلك السنوات سيبقى ملازما لشخصيته في القادم من الأيام. تجاهل بعض السلوكيات يعطي لعملية التربية مرونة تجعل الطفل يتمتع بممارسة حقه في الطفولة، لكن هناك عدد من الممارسات التي يتعودها الطفل خلال نموه والتي يجب تصحيحها كي لا تنمو معه وتصعب السيطرة عليها، فتصبح عيوبا تنفر منه الناس بعد أن يخلع رداء الطفولة. في هذه المقال سنرى عددا من التصرفات التي لا ينبغي إغفال الطرف عنها وتتطلب الاهتمام بشأنها والتدخل الفوري للتقويمها اثناء تربية الطفل.
- الكذب
جل الأطفال يكذبون كذبات صغيرة أحيانا، لتفادي اللوم والتقريع في حال وقوعهم في المشاكل. ولكن أيا كانت الكذبة، فإنها تبقى كذبة، «بيضاء» كانت ام «رمادية»، سرعان ما ترسخ مكانها بين عادات الطفل السيئة في المستقبل. وأفضل طريقة لتجنب الكذب تكون بتوجيهه وتنبيهه لقبح ما يقدم عليه من تغيير الحقائق، ثم مكافأته عند الالتزام بقول الحقيقة حتى وإن غلب على ظنه التعرض للعقوبة، ومهم جدا تفادي انزال العقوبات بشكل يؤدي إلى مزيد من الكذب. فآخر شيء يريده الأبوان هو تحويل طفلهم إلى شخص يتنفس الكذب!
- السرقة
حتى لو كان طفلك قد أخذ شيئاً صغيراً وعديم القيمة ، مثل الحلوى أو قطعة شكولاتة ، يجب عليك عدم إهمال الموضوع إطلاقا! يمكن أن يتحول هذا السلوك البسيط إلى حالة مرضية يصعب استخلاص سُمّها من شخصيته في مرحلة المراهقة، و إلى سلوك تلقائي حيث يمكنه أن يأخذ شيئا ذا قيمة ليس ملكا له متى وكيف شاء دون أدنى شعور بالذنب، وإلى عادة لا تستدعي في نظره توبيخا أو لوما عليها. لذلك ينبغى تنبيه طفلك الى أهمية احترام ممتلكات الآخرين كما يحب أن تبقى لعبه وأغراضه بعيدا عن أيدي المتطفلين.
- الفظاظة والغطرسة
إذا كان طفلك يجيب على أسئلتك بفظاظة، وكانت استجابته لطلباتك تُقابل بالتأفف على الغالب، فلا تُهملي هذا الامر على الإطلاق ، فبذور الغطرسة الصغيرة تلك تنمو ويشتد غصنها تدريجيا دون أن تشعري بها حتى، ولعلك تجدين نفسك في مواجهتها يوما ما كأنك أي شخص آخر في العالم، عندما يصبح مجرد توجيه ملاحظة بسيطة أمرا غير مقبولٍ بتاتاً بالنسبة إليه.
- مقاطعة حديثك مع الآخرين
عادة ما يحب الطفل التحدث إلى أمه أو أبيه ويخبرهم عن يومه في النادي أو في المدرسة أو عن لعبته المفضلة أوطلب المساعدة، أثناء حديثهما مع شخص آخر.
هذا السلوك يجب ألا يمر دون التفكير في رسم خطة لتصحيحه ، لأنه سوف يجعل التدخل في شؤون الآخرين وفي محادثاتهم أمرا طبيعيا بالنسبة له لأنه يعتقد أنه مركز اهتمام الجميع. وحتى وإن كان ذلك صحيحا، ينبغي مساعدته على إدراك ما يمثله الحديث عن لعبته المفضلة مقارنة بالحديث عن أمورأخرى أكثر أهمية.
- التفضل على الأصدقاء
من الضروري تعزيز احترام طفلك لذاته ، ولكن إذا شعرت أن ثقته في نفسه تتجاوز حدود المعقول ، وتتحول إلى تكبر واحتقار لأطفال آخرين، فقد حان الوقت لتدخلك الفوري لإعادة الأمور إلى طبيعتها ، لتجنب أي تأثير سلبي على شخصيته.
- الشجار مع الأطفال
ليس غريبا تكرر شجارطفلك مع الأطفال الآخرين في مثل سنه من حين لآخر، فهوأمر شائع جدا ، ولكن لا ينبغي الاستهانة به إذا صارالأمر شبه يومي. من الضروري مناقشة المشكلة مع طفلك في هدوء لفهم الأسباب وحلها حلا جذريا و تدريجيا، قبل أن يتحول إلى كائن عنيف، قد يزداد شراسة في سن المراهقة والشباب.
- اللعب العنيف
إذا لاحظت أن طفلك يلعب مع أخيه أو صديقه بشكل عنيف ، فيجب عليك التدخل على الفور وبهدوء. من المهم أن يستوعب أن اللعب بهدا الشكل غير مقبول البتة، وأنه من الممكن التعبير عما يريده بالقول لا بالضرب، وأن الأمر يسبب إزعاجا وضررا للآخرين.
- الاستأذان
تكون الأم سعيدة للغاية عندما يصبح طفلها قادرا على الاعتماد على نفسه حين يسحب كرسيا يمكنه من الوصول إلى مكان الحلوى دون استئذان ، لكن ينبغي أدراك أن الأمر قد يتطور مع مرور الوقت ليصبح عنده أخذ الإذن من الآبوين في أمور أكثر جدية أمرا مستثقلا للغاية، كالذهاب عند صديق في منزل مجاور أو الذهاب في نزهة مثلا. يتطلب التعامل مع هذا السلوك هدوءا وحكمة حتى لا يشعر الطفل أنه مقيد في جميع حركاته، لابد يتعلم أن طلب الإذن لا يعد انتقاص من قيمته بل هو من صميم احترامه لذاته وقيامه بواجباته تجاه الآخرين.
- فرض الرأي
إذا كان لطفلك سلوك عنيد ويميل إلى محاولة فرض رأيه، فإنه ينبغي أن يبادروالداه لتعليمه كيف يتغلب على طبيعة التعصب للرأي واحترام الآراء الأخرى، تماما كما يحب أن يحترم الآخرون رأيه، لا أن يفعل ما يريد وقتما شاء ، ويجب أن تتدخلا على الفور لإدارة المشكلة بمرونة حتى لا تزيد من عناد الطفل ، بحيث لا يقابل عناد الطفل بالعناد أيضا ، إنما التشجيع على فهم سلبية السلوك، وتعليمه كيف يقنع الآخرين برأيه بشكل صحيح.
- البكاء عند رفض رغباته
في كثير من الأحيان تواجه الأم حملة من البكاء المسترسل لطفلها عندما لا تلبي إحدى رغباته، ما يخلق نوع التوتر والإجهاد في نفسية الآباء والأمهات، غالبا ما تتوقف موجة البكاء تلك باستسلام الآبوين وخضوعهما وإجبارهما على قبول رغبات الطفل للتخلص من هذا الوضع المزعج. استراتيجية ممارسة الضغط على الوالدين بالبكاء، والتي تحقق المطلوب في كل مرة ، ينبغي أن تُقابل باستراتيجية الصبر والحوار الهادئ مع الطفل. على الأم إخبار الطفل أنه لا يمكنها سماع ما يقول طالما أنه يبكي، ومهما ااسترسل في البكاء فلن تتم تلبية رغبتهو ومن الممكن أن يطلب شيئا دون اللجوء إلى البكاء، حتى يتخلص من هذه العادة.
Photo : freepik

تعليقات
إرسال تعليق
نشكرك على مشاركتنا برايك