كيف تعرف موهبة طفلك ؟








الموهبة هي الاستعدادُ الفطري  الذي يُبديه الطفل مع قدراتٍ استثنائية دوناً عن غيره من الأطفال  في مثل خصائصه، فتظهر مَوهبته  في فنونٍ أو نحوها، وتبدو معاجم اللغتين العربية والإنجليزيّة مُتّفقتان على المفهوم اللغوي لمصطلح الموهبة، إذ تَعرض المعاجم  تعريفها للموهبة بأنها القدرة الموروثة أو المكتسبة سواء أكانت  بدنيّةً أو  عقلية.

 تعتمد الدراسات في تعريف المَوهبة على مَفاهيم  ترتبط بالعَبقريَّة  والذكاء والمَهارات، وعلى أنّها امتلاكُ الأطفال قدرات خاصَّة  نتيجةَ عاملٍ وراثيّ غير مقترنٍ بالذَّكاء، ومن تَعريفات الموهبةِ أيضاً أنها سمة معقَّدةٌ تظهر في الطفل وتؤهِّله للإنجاز المُتقن في بعض المهارات. وعرَّفها المكتب الأمريكي للتعليم بأنَّها القدرة التي تُظهِر أداءَ الطِّفلِ بصورةٍ مميَّزةٍ وملحوظة عند القيام بنشاطٍ ما، ومن المحتملِ أن لا يمتلكها أقرانه، أو أنهم لَم يسبقوه إليها.

 تقعُ مهمة اكتشاف مواهب الطفل المبكرة على  والديه وأسرته بالدرجة الأولى، ذلك لأنَّ مَواهب الأطفال تبرز في السنوات الأولى من عمره، ما يجعل المسؤولية في اكتشاف مواهبه وتنميتها واستثمارها أمراً مهمَّاً، يتطلَّبُ استحضارَ الإرادة والوعي والمراقبة، ويُساعِد الآباء في اكتشافِ مواهبِ الطفل عنايَتهم في مجالاتِه الدَّاعمةِ لمواهبه ومهاراتِه، والتعرُّف إلى ميول الطِّفل ورغباته بمُراقبة سلوكات الطِّفل واهتماماته والأمور التي تجذب انتباهه وتركيزه،  عِوضاً عن رغباتِ الأهلِ وخُططِهم لِمستقبله، وما سيكونُ عليهِ توجُّهه الدراسي والمهني.

طرق اكتشاف موهبة الطفل :

·      وصفِ الطِّفل بما يحبُّه من صفاتٍ، وتخصيصه بلقبٍ مميَّزٍ يَدعم تطوُّره بما يتماشى مع ميوله ويعزِّزُ مواهبه ويُنمِّي دوافع التميُّز والابتِكار.

·      تقييم الأعمال الرُّوتينيَّة يساهم في الكشفِ عن مَواهبِ الأطفال وإمكاناتهم بطريقةِ المُتابعة ومراقبة الأنشطة اليوميَّة وممارساتِهم السُّلوكيَّة المُعتادة ؛ حيث يُمكن مَعرفة خَصائص الطفل ومُتطلّباته المبنيَّةِ على نشاطاتِه وتَفاعلاتِه مع بيئته.

·      تعرف المواهب من خلال اللعب و تقييم قدراتهم في مجالات التواصل، وحلّ المشكلات، والقيادة، والابتكار، والتمثيل، والمهارات العقليَّة  ويعكس اللعب مهارات الطفل ونموّه المعرفي، كما أن التقييم المبني على اللعب مُميّز في تقييم قدراتِ الطِّفل في تمثيلِ التفكير العالي؛ إذ تبرُز شخصيَّة الطِّفلِ في مواجهة المشكلاتِ ووضع الفرضياتِ والتوصُّل إلى حلولٍ، وما يمتلك من خصائصَ ومواهبَ يتفرَّد فيها.

·      قضاء أطول فترةٍ مُمكنة مع الطفل ومشاركته أفكاره وحواراته يساعد على تحسين التواصل الناتج عن كثرة المُحادثات التي يجريها الطِّفل في الفترة التي يقضيها مع أسرته، ما يُساهم في تطوير المهارات اللغويَّة والتَّواصليَّة.

·      القراءةِ والتعلُّم  في مرحلةِ الطفولة تُساعد على تنمية إدراك الطَّفلِ وتوسيعه، ما يترتَّبُ عليهِ إبراز مواهبهِ، وتفجير مقدراتِه، والكشف عن خصائصِهِ ومميّزاته.

·      القيام باختبارات العقل والموهبة والذّكاءِ والتفوُّق والموهبة للكشفِ عن الأطفال الموهوبين؛ حيث تَخضع  الاختبارات لمعايير علميَّةٍ تَجعل من نتائجها ما يُمكن من خلاله التأكّد من دقَّتها ومصداقيتها، كاختبارات الذَّكاء الجمعيَّة واختبارات الذَّكاء الفرديَّة والاختبارات التحصيليَّة.

·      تقييم المربي لصفات وخصائص الطفل الموهوب قد تقود إلى الكشف عن مَواهبِه وقدراته بيسر وسهولة؛ إذ تظهر على الموهوب علاماتٌ تُفرِّده وتُبرز اختلافه فيها، كالخصائص الجسميَّة حيث تُظهر الدراسات تفوّق الأطفال الموهوبين في صحّتهم البدنية وبُنيتهم على الأطفال العاديين. وكذا الخصائص العقلية اذ يتمتّع الطفل الموهوب بمزايا عقليَّة تُميّزه عن العاديين؛ حيث يَستطيع الموهوب تحمّل الضغوط والاستفادة  من الأخطاء نتيجةً لمرونة تفكيره، وامتلاكه مَخزوناً مُناسباً من الحلول للمشكلات التي تُواجهه.

Photo : freepik

تعليقات